بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أن موضوع الوسوسة موضوع شائك ومتعدد الأسباب ويختلف بإختلاف الشخصيات والطباع من شخص الى أخر وحتى نصل الى الهدف وهو العلاج من هذه الحالة لابد أن يعرف المريض عن هذا الداء عدة أمور ... وهي معرفة ماذا تعني الوسوسة وكيف تبداء وماهي الآثار المترتبة عليها وماهو العلاج الناجح لها ....بإذن الله تعالى ..
ماذا تعني الوسوسة
هي حديث النفس والصوت الخفي الذي يحفز الأنسان الى التعلق بفكرة او خاطرة تجعله دائم التفكير فيها وتسيطرعلى عقله وفكره فتجعله يدور في حلقة لايجد لها مخرج في نظرة خاصة إذا تمكن الشيطان منه ..
وهي مكيدة الشيطان فإنه يخلط الأمور ببعضها حتى لايجد الموسوس الطريق الحق ويتعثرفي باقي أمور حياته وربما يقودها الى دمار في الدين والدنيا خاصة إذا كان الأنسان في بداية الألتزام والعودة الى الله او يمر بضغوط وظروف نفسية سيئة ..
أنواع وطرق الوسوسة
اولا: وسواس الأفكار
وهو سيطرة فكرة معينة على ذهن المريض وغالباً ما تكون فكرة غير مقبولة لاشرعا ولاعرفا
فنجد تلك الفكرة مسيطرة على عقله وذهنه وتضغط بشدة على تفكيره.
ثانيا: وساوس الصور
وهو سيطرة صوره معينة على ذهن المريض سواء كانت حقيقة مثل مشاهد قد شاهدها وتأثر بها كالحادث معين او منظر دماء او قتل أو مشاكل أسرية او غيرها أو خيالية يصورها له الشيطان فيصدقها وتعيش معه تلك الصور تطارده حتى في منامه.
ثالثا:وساوس الاجترار
وهو أكثر ما يعاني منه بعض الناس خاصة في أمور الدين وهي اسئلة تجر بعضها مثل من خلقنا ؟
إذا كان الله خلقنا فمن خلق الله ؟ وكيف خلقنا ؟ ومن هو الله ؟ حتى يصل الى مرحلة ربما الكفر والعياذ بالله ..
رابعا: وساوس الاندفاعات
وهو ايضا سيطرة فكرة معينة نحو الأندفاع الى فكرة معينة وهي أمور خطيرة مثل الأندفاع الى قتل شخص معين او القفز من مكان عالي او قتل النفس والأنتحار ..
خامسا: وساوس الطقوس الحركية
وهو الأكثر شيوعا فنجد مثلا بعض الأشخاص يحرك يدية بطريقة معينة ويعيد هذه الحركة اكثر من مئة مره او يخيل اليه أن في يده نجاسة ويقوم بغسلها أكثر من ساعة و لايصل الى قناعة أن يديه قد طهرت وربما يتخيل أن الفراش الذي يمشي عليه فيه نجاسة ويظل ينظف هذا المكان ولايقتنع ابدا أنه قد طهر ونقيس عليه وسواس الطهارة والوضوء فحتى يتؤضا للظهر مثلا لابد أن يتؤضا قبلها بساعة وربما تفوت الصلاة وهو مازال يتؤضا وكذلك الصلاة ربما يجلس للصلاة الواحدة أكثر من ساعة وربما ساعتين حتى يقتنع أنه أتمها ...
الأسباب التي قد تؤدي الى الوسوسة
عامل وراثي وهو أن يكون هذا المرض موجود أصلا في الأنسان ويظهر عند أول مشكلة قد تصادفة
ويجد الشيطان فرصة لذلك فيبدا يوسوس له ويزيد من قوة التفكير لدية
نقص مادة السروتونين في المخ فهي تساعد المخ على نقل الرسائل بين الوصلات العصبية فإذا قلت تصبح الرسائل تصل الى أعماق المخ بدلا عن مقدمة المخ فتسبب الوسوسة
او يكون الأنسان ذو طبع قلق او يعاني من خوف داخلي فيكون ايضا عرضة للوسوسة
الفراغ الروحي وهو الجهل وقلة العلم
الفراغ العاطفي وعدم الأحساس بالأمان والخوف من المستقبل خاصة في سن المراهقة
التششت الأسري وكثرة المشاكل الأسرية وعدم تواجد الألفة والمحبة والصراحة بين الأسرة الواحدة
تأنيب الضمير والصراع النفسي حول أي موضوع او امر ما فيتحول تدريجيا الى وسوسة
الحياة القاسية الخالية من اي عواطف خاصة في بعض الأسر التى تفرض امور وقياسات معينة ونظام صارم ..
طرق العلاج
سوف اقسم طرق العلاج الى طريقتين وكلاهما لابد منها
الطريقة الأولى
1_ الأستعاذة من الشيطان الرجيم كلما هم الأنسان بالتفكيروقطع كيده
" وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ "
2_ العلم فكلما تعلم الأنسان زالت الكثير من الشبهات والأفكار السخيفة التى تراوده بين الحين والأخر وتطغى على تفكيره وتسيطر عليه
3_ المداومة على اذكار الصباح والمساء وخاصة المعوذات
4_قطع الأسترسال على ما يمليه الشيطان من وسوسة فلا يلتفت لها ابدا
وفي الطب الحديث تسمى قفل الدماغ اي صده عن أي تفكير أو مجال يدعو للوسوسه
5_ البحث عن الصحبة الصالحة فهم خير معين
6_ كثرة الدعاء والتضرع الى الله بإن يشفيه من هذا البلاء
7_ مجاهدة النفس والصبر على الإبتلاء وكثرة قراءة القرآن والتداوي به
الطريقة الثانية
وهذه الطريقة نفسية ليست خاضعة لدراسة معينة وإنما إستنتاج لبعض التجارب الخاصة لي ولغيري
وقبل البدء في العلاج بهذه الطريقة عليك اولا تجديد إيمانك وتهيئة نفسك بأنك أنسان مؤمن قوي لايزعزع إيمانك ريح ، لأن الشيطان يبداء في الدخول الي النفس عن طريق التشكيك في الذات الألهية اوي امور أخرى كما ذكرنا سابقا
ولكن العلاج أمامك وهو سهل ميسر إن شاء الله فقط يحتاج منك الى القوة التى قد تضعف احيانا ولكن بتوكلك على الله والتعلق بباب رحمته سوف تذهب عنك كل هذه الوساوس إن شاء الله تعالى ,,
ويبداء النجاح في العلاج اذا بداء الأنسان المريض بالبحث عن العلاج فهذه بوادر بداية الشفاء إن شاء الله
وليعلم المريض أن كل تلك الأفكار والوساوس تدل على إلإيمان الصادق لذلك يحرص الشيطان على تضليل الأنسان من هذا الطريق الذي لابد ان يقطعه وللأبد ..
وحتى يتم ذلك لابد لكِ من هذه الخطوات ..
1- أن تختلي بنفسك في غرفة هادئة بعد أن تتؤضا وتقراء الورد اليومي ثم صلل ركعتين تدعي فيهما ربك بإخلاص أن يعينك على الشفاء ،
ثم تجلس جلسة مريحة مصطحب معك دفترا وقلما
2- أن تسأل نفسك الأسئلة التالية وحاول أن تجيب عنها بصراحة تامة بينك وبين نفسك والأسئلة هي ما يلي..... (وسأضع لك جوابا مساعدا) :
س1/ منذ متى وأنا أعاني من الوسواس ؟
ج/ أعاني منذ سنة .. سنتين .. عشر سنوات ( أذكر المدة )
س2/ هل أنا موسوس بالفطرة أم طرأ علي الوسواس ولماذا ؟
ج/ لا . بل كنت صحيح أعيش كما يعيش الآخرون ولكنني تساهلت في بادئ الأمر فتطور معي شيئا فشيئا حتى وصلت للمرحلة التي أنا فيها الآن ( وقد يكون هناك سبب آخر) .
س3/ هل الأعمال التي تصدر مني هي جائزة شرعا أم هي محرمة ؟
ج/ بل هي محرمة لأدلة كثيرة جدا ، والعلماء كلهم أجمعوا على تحريم الاستجابة للوسواس والله عز وجل أمرنا بالتعوذ من الوسواس.
س4/ أيعقل أن يكون الناس كلهم على خطأ وأنا وقلة معي هم المصيبون ؟
ج/ لا ، بل أنا مقتنع أن الناس على صواب بل وأتمنى أن أكون مثلهم.
س5/ ما هو الدافع الأساسي للأفعال الوسواسية ؟
ج/ لكي أرتاح من المعاناة النفسية .
س6/ أسألك بالله ، وهل أحسست بالراحة بعد فعل السلوكيات الوسواسية ؟ فكما تشاهد حالك لك سنين طويلة في الوسواس هل شعرت بالراحة التي كنت تنشدها ؟ أم أن معاناتك تزيد يوما بعد يوم ؟
ج/ لا . بل معاناتي في ازدياد كبير ، وكل يوم أزداد هما وأزداد تعاسة !
س7/ إذا ما الفائدة من فعل كل هذه السلوكيات الوسواسية ؟!
ج / لا أدري .
س8/ هل تريد أن ترتاح من هذه المعاناة الطويلة ؟
ج/ بالتأكيد ، دلوني عليها وبأسرع طريق .
وطبعا ستجد إن شاء الله الراحة بعد تلك الجلسة الخاصة بينك وبين نفسك
ثم عليك أن تركز متى كانت بداية المرض ومدى ماعانيت منه وكيف أصابك الهم والغم وكيف أصبحت عصبي مكتئب... ولترسم في مخيلتك ماسبب لك هذا الوسواس من الخوف والقلق والتفكير الطويل والفتور في العبادات الى اخره من العلاقات الإجتماعية والأسرية وهل أنت سعيدبذلك أم لا ...
طبعا سيكون جوابك لم أذق طعم السعادة ولا الراحة .. إضافة الى ما سوف تستنتجه بنفسك من الأمور المزعجة لك ..
هذا الجانب المظلم الذي سبب لك الحزن والأفكار الغريبة...
الآن أرسم الجانب السعيد المفرح في مخيلتك ولك أن تتخيل ما تريد وأستشعر السعادة في قلبك في منزلك في عملك أستشعر السكينة والهدوء والطمأنينة
تخيل أن تصلي بهدوء وخشوع وخوف من الله
أرسم البسمة على وجهك غير من شكل وترتيب بيتك حاول التغيير في طريقتك في العبادة
مثلا غير مكان صلاتك أو مسجدك أكثر من ذكر الله فبذكره تطمئن القلوب
ثم أسل نفسك هذه الأسئلة:
طبعا بكل بكل هدوء وعزيمة:
ولم لا أصبح ذلك الرجل او تلك المرأة الهادئه .. ؟
ما الذي يمنعني من الإقلاع عن هذه الوساوس ؟
إلى متى وأنا مستمر على هذه الحال ؟؟
لو كان العلاج بالكي هل أنا مستعدله ؟
إذا كانت إجابتك بنعم ، فأقول لك : أبشر وأبشري ، بل شفاؤك أسهل من ذلك بكثير! بإذن الله ولكن نحتاج منك إلى عزيمة ثابتة ثبوت الجبال.
ثم اسأل نفسك :
أيعقل أن يأتيني الشفاء في يوم وليلة وبدون كفاح ؟
طبعا لا ، وللعلم فقط : ( فعلاج الوسواس لا يمكن أن يتم بالحبوب المهدئة فقط ولا بالعلاج السلوكي فقط إلا أن يشاء الله ولكنه بإذن الله يتم بالعزيمة الصادقة على ترك الوسواس نهائيا
ثم اسأل نفسك :
ولم لا أعزم عزيمة صادقة ثابتة على مكافحة الوسواس الآن ؟
أنا متأكده الآن أنك وصلت بحمد الله إلى قناعة تامة وعزيمة ثابتة في مكافحة الوسواس .
لكي تصبح إنسان سوي كما تحب أنت وكما تحب أن يراك الجميع.
تنبيهات مهمة جدا
1- يجب التخلي عن جميع السلوكيات الوسواسية التي تمارسها ثم تعزم على تركها جميعا وما نسيته الآن لا يهم المهم أن تعزم على تجنب أي سلوك وسواسي عند تذكره مستقبلا ولا تتساهل في هذا الأمر فالوسواس كالسم قليله وكثيره مضر خاصة في الأشهر الأولى من العلاج .
2- لا تتهاون بأي سلوك وسواسي حتى ولو كان سخيفا أو بسيطا بل اعزم على تجنب كل ما تشك في كونه وسواسا حتى لو كان بسيطا جدا جدا.
3- لا تحاول أن تسأل عن كيفية السلوك الصحيح خاصة الواضح عند الكثير لأن السؤال هو في حقيقته وسواسا!! فما الفائدة من ذلك ، بل الموسوس يعلم السلوك الصحيح أكثر من غيره لكن الشيطان يحاول التلبيس عليه فتوكل على الله واطرح الشك والوسواس وافعل السلوك الصحيح ولا تتردد.
وفي هذه الأثناء نكون قد وصلنا بفضل الله إلى النتائج التالية:
1- عرفنا حقيقة الوسواس وأسبابه.
2-وصلنا إلى القناعة التامة بضرر الوسواس وحتمية العلاج .
3-قمنا بحصر السلوكيات الوسواسية ومعرفة السلوكيات الصحيحة.
4- وصلنا بفضل الله إلى مستوى عال جدا من العزيمة لتحمل كل شيء من أجل الشفاء ومن ثم السعادة في الدنيا والآخرة.
وعليك أخي الفاضل، أختي الفاضلة أن تصلوا الصلاة في أوقاتها ولاتنسوا اذكار الصباح والمساءحتى ولو داهمتكم الوساوس فعليكم بالتالي
1. الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.
2. النفث عن يسارك ثلاثاً والنفث هو التفل بغير ريق.
3. أن تقولوا: آمنت بالله.
ولاتنسوا أن يتبع برنامج العلاج ورد يومي من القرآن الكريم وتأملوا سورة غافر لمافيها من تعظيم لله تعالى وأن الله يغفر الذنوب ويقبل التوبة وأكثروا من قرأتها حتى يزول مافي نفوسكم خاصة من يعاني من الوسوسة في العقيدة
إضافة الى الرقية الشرعية فالقرآن دواء القلوب ...