ஜ۩۞۩ஜ عساكم بافضل حال اخواني واخواتي في الله ஜ۩۞۩ஜ
الظلم هو وضع الشيء في غير محله، ومجاوزة الحق والتعدي على الآخرين
في أموالهم أو أعراضهم، ومن فعل شيئاً من ذلك فقد ظلم نفسه وظلم غيره.
حذَّر الله -تعالى- من الظلم،
فقال عز وجل:
{ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص في الأبصار} [إبراهيم: 24].
وقال تعالى: {فويل للذين ظلموا من عذاب يوم أليم} [_الزخرف: 65].
وقال تعالى: {ألا لعنة الله على الظالمين} [_هود: 18].
وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا من الظلم،
فقال: (اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة) [مسلم]،
وقال الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاث دعوات مستجابات: دعوة الصائم، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر) [البيهقي].
وقال الله صلى الله عليه وسلم: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه) [البخاري].
أنواع الظلم:
ظلم الإنسان لربه:
وذلك بألا يؤمن الإنسان بخالقه ويكفر بالله -عز وجل- وقد جعل الله الشرك به -سبحانه- من أعظم الظلم،
فقال: {لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم} [لقمان: 13].
ظلم الإنسان للإنسان
بأن يعتدي الظالم على الناس في أنفسهم أو أموالهم أو أعراضهم، فشتم المسلمين ظلم،
وأخذ أموالهم ظلم، والاعتداء عليهم ظلم، والمسلم بعيد عن كل هذا.
ظلم الإنسان لنفسه:
وذلك بارتكاب المعاصي والآثام، والبعد عن طريق
الله -سبحانه- واتباع طريق الشيطان.
جزاء الظالم:
ذات يوم سأل الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه،
فقال: (أتدرون ما المفلس؟)، قالوا: الْمُفْلِسُ فينا من لا درهم له ولا متاع.
فقال الله صلى الله عليه وسلم:
(إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا،
وسفك دم هذا، وضرب هذا. فيعْطَي هذا من حسناته، وهذا من حسناته،
فإن فنيتْ حسناته قبل أن يقْضِي ما عليه أُخِذَ من خطاياهم فطُرحت عليه ثم طُرح في النار)
[مسلم والترمذي].
وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على أداء الحقوق إلى أصحابها،
قبل أن يأتي يوم القيامة فيحاسبهم الله على ظلمهم،
قال الله صلى الله عليه وسلم: (لَتُؤَدَّن الحقوقُ إلى أهلها يوم القيامة،
حتى يقَاد (يُقْتَص) للشاة الجلحاء من الشاة القرناء) [مسلم].
فكل مخلوق سوف يأخذ حقه يوم القيامة، حتى النعجة التي ليس لها قرون (جلحاء)
إذا ضربتْها في الدنيا نعجة ذات قرون (قرناء)، فإن الأولى سوف تقتص وتأخذ حقها من الثانية،
وقال الله صلى الله عليه وسلم: (من ظلم قيد شبر من الأرض، طُوِّقَه من سبع أرضين) [متفق عليه].
فكل إنسان يظلم ويأخذ ما ليس حقًّا له فسوف يكون عليه وبالا في الآخرة،
وسوف يعذَّب يوم القيامة عقابًا له على ظلمه في الدنيا،
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله لَيمْلِي للظالم (أي: يؤخر عقابه)،
حتى إذا أخذه لم يفْلته) [متفق عليه]،
ثم قرأ: {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد} [هود: 102].
وقال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن رب العباد:
(يا عبادي، إني حرَّمتُ الظلم على نفسي وجعلتُه بينكم محرَّمًا فلا تَظَالموا) [مسلم].
فعلى المسلم أن يبتعد عن الظلم، ولا يعين الظالمين، وليتذكر دائمًا قول
الشاعر:
لا تظــلمنَّ إذا مـا كنـتَ مُقْتَــدِرًا
فالظلـم ترجـع عُقْبَاهُ إلى الـنَّـــدَمِ
تنـام عيـناك والمظلوم مُنْتَبِـــــهٌ
يـدعو عليـك وعَيـنُ الله لم تَـنَــمِ
جزاء المظلوم:
أما أنت أيها المظلوم، فأبشر بالذي يسرُّك، فأنت إن شاء الله خير الرجلين،
وأفضل الطائفتين، فكن عبدَ الله المظلوم، ولا تكن عبدَ الله الظالم،
واعلم أن الله - عز وجل - ظهيرك ونصيرك، وأنه لن يخذلك ويُسلمك لعدوك،
وأن العاقبة لك في الدنيا والآخرة.
يقول الله تعالى :
(إنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) [الأنعام: 21]،
فلا فلاح لهم في الدنيا ولا في الآخرة؛ لأنهم ظالمون.
وقال بعض السلف: «ثلاث مَنْ كن فيه كن عليه: البغي، والمكر السيئ، والنكث.
قال الله - تعالى - : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم) [يونس: 23]،
وقال: (وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إلاَّ بِأَهْلِهِ) [فاطر: 43]،
وقال: (فَمَن نَّكَثَ فَإنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ) [الفتح: 10]»(
.
وتذكَّر أيها المظلوم أن الأمور كلها تُقضى في السماء،
وما هؤلاء الخلق إلا أدوات يقضي الله بها من أمره ما يشاء، وإنك أن تصبح مظلوماً
تنتظر النصر والمثوبة؛ خير من أن تكون ظالماً تنتظر الهزيمة والعقوبة.
ولك أيها المظلوم أسوة بيوسف الصديق - عليه الصلاة والسلام -
حيث عزم إخوته على قتله ظلماً وعدواناً، وألقوه في غيابة الجب؛
ليهلك أو يلتقطه بعض السيارة، ثم باعوه بثمن بخس، وزعموا أنه عبد آبق،
ثم قالوا عنه وعن شقيقه بعد حين: (إن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ) [يوسف: 77].
وعندما بِيعَ لعزيز مصر، وصار في بيته راودته امرأة العزيز عن نفسه، فانتقل من بلاء الجب المخيف
إلى بلاء الحب غير الشريف، ولما كُشف أمرها اتهمته زوراً وبهتاناً بأنه كان يراودها عن نفسها،
(ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ) [يوسف: 35]
(فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ) [يوسف: 42].
فاتُهم في عرضه وهو العفيف، وسُجن وهو البريء، وبِيعَ في سوق النخاسة
وهو الحر الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم(9)، وبعد كل هذه الابتلاءات المتتالية،
والمظالم المتنوعة، مكَّنه الله في الأرض، وجعل له العاقبة في الدنيا والآخرة،
وآثره على كل من آذاه وظلمه.
يقول الله - تعالى - :
(وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ
نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ *
وَلأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ)
[يوسف: 56 - 57]،
وقال عنه أيضاً:
(قَالُوا أَئِنَّكَ لأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا
إنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ *
قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإن كُنَّا لَخَاطِئِينَ)
[يوسف: 90 - 91].
امانة للاستفادة
نسأل الله العلي العظيم أن يجيرنا وأياكم من الظلم
ஜ۩۞۩ஜ دمتم في حفظ الله ورعايته ஜ۩۞۩ஜ