يتساءل الشاعر هشام الجخ فى مقاله بجريدة "اليوم السابع" عن الأسباب الحقيقة لتأجيل الدراسة إلى يوم 8 مارس الجارى.. هل هو مرض الأنفلوانزا فعلا؟ أم هو خشية الحكومة من عودة الدراسة وتجمهر الطلاب بأعداد كبيرة مما يؤدى إلى استغلال بعض التيارات لهذه التجمعات الطلابية وإثارة بعض الفتن والقلاقل؟ أم أنه سبب ثالث لا نعرفه؟.
ويطالب الجخ الحكومة بضرورة إعلان أسباب التأجيل بكل شفافية ووضوح حيث كتب فى مقاله "والسؤال.. ما هو السبب الحقيقى خلف تمديد الإجازة المدرسية؟ على أى حال نحن نعلم حساسية المرحلة التى تمر بها مصر هذه الأيام.. ونتقبل -على مضض- بعض الإجراءات الاستثنائية التى تتناسب مع المرحلة الاستثنائية، ولكن نطالب الحكومة بالمزيد من الشفافية، فيما يخص الأسباب الحقيقية وراء القرارات التى تتخذها لأن الوباء الذى تحجّجت به الحكومة لتأجيل الدراسة ليس جديدا وقد تمت السيطرة عليه من قبل فى بداية الألفية الثالثة، وإذا كانت وزارة الصحة عاجزة عن التعامل مع الفيروس لدرجة تأجيل الدراسة، فماذا ستفعل فى بقية التجمعات كوسائل المواصلات مثلا أو المكاتب الحكومية والشركات وقطاع الأعمال وعنابر المجندين وجميع الأماكن التى يتجمع فيها المواطنون ويكونون عرضة للعدوى؟ ما زلنا نطالب الحكومة الحالية وأى حكومة تأتى بعدها بالمزيد من الشفافية واحترام عقول المواطنين لتحظى بالمصداقية اللازمة فى الشارع، ولتحصل على الدعم والمساندة من الشعب".
ويتابع "الجخ": "أنا أؤمن أن الذهاب إلى المدرسة إفادة كبيرة.. ليس على مستوى تحصيل العلوم فحسب وإنما على المستوى المجتمعى أيضا، واكتساب الأطفال خبرات ومهارات مجتمعية لا يمكن أبدا أن يكتسبوها فى المنزل مهما حرص الوالدان على إكسابهم كل ما يملكان من خبرات.. وطبعا إيمانى هذا يكلفنى استيقاظا مبكرا خمسة أيام فى الأسبوع والعمل كسائق تاكسى لمدة ستة شهور فى العام. فى هذه الأيام يجلس أطفالى بجوارى فى المنزل ويتم تمديد إجازتهم لأجل غير مسمى وغير معلوم ويتم حذف أجزاء كبيرة من المنهج الدراسى الذى كان من المفروض أن يدرسوه.. ولا أحد يعرف سبباً وجيها وحقيقيا لهذا التمديد فى الإجازة، وطبعا فى مجتمع عاشق للشائعات كالمجتمع المصرى تكثر الأقاويل والتحاليل والإفتاءات و«الهرى» وتسييس كل القرارات والاتهام المستمر للحكومة بالتقصير".