يقول المولى تعالى في كتابه العزيز في سورة الرعد آية (28) (( الَّذِينَ
آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللًّهِ ألا بِذِكْرِ اللَّهِ
تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)) وتخيل معي حين تكون في قمة التوتر و الضيق و
القلق و تقول « استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم » عادة ما تنفرج أسارير
الوجه، و يخرج نفس عميق من الشخص يحوله من الحالة الثائرة التي كان عليها
إلى الهدوء نسبيا، وذلك بسبب استغفاره فما بالنا إذا داومنا على حالة
الاستغفار والذكر للمولى عز وجل، و قد توصل باحث هولندي في جامعة أمستردام
إلى أن تكرار لفظ الجلالة يفرغ شحنات التوتر و القلق بصورة عملية و يعيد
حالة الهدوء و الانتظام للشخص، و ما من شك أن نزول تلك الآية في سورة الرعد
ليؤكد أن ذكر الله يحمي من الخوف ويساعد على الطمأنينة النفسية.
و هذا من شأنه أن يؤكد صدق الآية الكريمة التي عجز الكثير من العلماء عن
تفسير حالة الهدوء النسبي للشخص حين الاستغفار و ترديد ذكر المولى عز وجل،
و القرآن الكريم مليء بالآيات التي تحث الإنسان على الذكر و الخشوع، هذا و
في الآية التي يقول فيها المولى عز وجل ((قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي
أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا
فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى))، و المعروف أن الأعمى هو الذي
لا يرى، لكن المولى عز وجل يصف الأعمى بالذي يعرض عن ذكر الله و لا يسير
على الطريق المستقيم، وهذا من شأنه أن يرفع من الروح المعنوية لتلك الفئة
التي قد يهملها الكثير و قد يتصور البعض أن العمى عمى الأبصار و لكنه عمى
القلوب التي في الصدور