حكايتي مع الريح والشجرة
{حكاية مع الريح والشجرة في يوم ملئ بحوار صام}
صارت تطرق علي باب نافذتي. وكنت نائما حتي منتصف اليوم بعد ليلة كل مافيها أرق!
اسمع صوتها وهيا تغني أو تصرخ فلم أكن علي يقين ماهية الصوت فقد كنت جاهل بلغتها
أرء الشجرة تتمايل علي أطراف نظري ففي حالتي كنت مذهول بضجيح الصوتً وبراعة المنظر والخوف،
نفضت عني فراشي وتقدمت نحو النافذة حتي ابصر مايجري من حولي وأبدد خوفي
أغرتني رقصاتها وأبهرتني قوتها وهيا تملك المكان والزمان ولكنها ألمحت حتي اشاركها حوارها فهنالك مايدفعني حتي أعلم ما يحدث
اليس غريباً ان أكون شريكاً في فهم مايجري ولكني قليل الحيلة ولا أملك إلا هذا الشوق والشغف والفضول فهذا أمر جديد علي محيطي البسيط
جلست وجلست وجلست ولكني لم أفهم ولم أترجم هذا الحوار الصامت أحس به من حولي ولكن لم أفهمه إشكالية أخري بين الروح والعقل؟
ما كان عليا إلا أن أذهب إلي قهوتي المعتادة وتمر الناس وأراهم أرقام وأسمع حوارات مختلفة وتصل إلي مسامعي ضجيج
وأنا في الطريق كل ما كان يشغل بالي ماحدث وما يحصل من حولي فالحوار لازال مستمر وأنا الغائب الحاضر
حتي دخلت مكان مغلق أعتدت الذهاب إليه وكنت أراه كئيب وموحش أستمع إلي موسيقي الريغي بوب مارالي وهذا ليس خياري ولكنه من أسلوب المقهي الكلاسيكي
إنفصال الحس الداخلي لدي وتركت ما تحدثني به نفسي وما يستعصي علي عقلي ترجمته بعدما تطفلو علي طاولتي (أخوة ليبين )والحديث كان ممل ومزعج
تحسرت علي نفسي وعلي من أجالس كعادتي كما أني لا احب ثرثرة النساء في ثوب الرجال
بالكاد يمضي الوقت وقررت أن أرجع بيتي الفارغ من الحميمية يخالجني شعور في أولي الخطوات التي خطتها قدماي ولامستني الريح وعادت إلي أسلوبها امشي بخطوات فيها من الحزن والحيرة يستطيع أن يلحضها راسم اللوحات في مخيلته لطبائع البشر وعقلي يأمرني بان أغير طريقة نظري للاأشياء من حولي
صرت أطالع النوافذ وأسترق النضرات لبعض الشقق والمنازل عَلٍ أجد ما ابحث عنه وكنت كثير التدقيق في كل ماهو متحرك ،أذكر أن لمحت فتاتين يجلسنا في
مقعد واحد يتبادلنا الضحكات والمناوشات إبتسمت ولا أعلم لماذا وتسارعت خطواتي بشتداد قوة الريح والضيف الجديد المطر
مررت بحانة الخمر وكانت فارغة وفتاة بقرب الباب تشعل سيجارة وكل ما أردده في عقلي وبين لساني هو أني أكره الأحد يوم الأحد بارد أحد لا شئ مهم يوم الاحد أحد هذ الاسبوع ممل
بعدما كنت أطالع الشقق قررت أن أري السيارات فاصادفت عيني إمراة في الخمسينات كانت سمراء إبتسمت ومرت مسرعة بسيارتها الحمراء أتيت علي مفترق لطرق وأنا مشحوذ بالغضب لجهلي وعدم معرفتي بما يحصل من حولي
دخلت إلي زقاق هادئ الأضواء فيها شبه مخفية ونظرت الي خطواتي فبداء الي أني التقط معاني والصور الحديثة تتجمع مع بعضها
ما أجمل هذه آلنشوة والشعور المصاحب لترجمتك وفهمك المتلاحق والمتسارع وانت تصل إلي الحل ملامح وجهي ومشيتي تغيرت فصرت الانتفاح أقرب في طلتي
أدركت أن الرسالة قد وصلت والحوار قد أنتهي بمجرد أن رفعت رأسي من علي خطواتي بعدما غابت تفاصيل الطريق وارتسمت الصور مع الكلمات والإشارة
حقيقة ً قد حزنت فكانت لحضات سريعة ولكنها أسعدتني وعندما وصلت ألي بيتي قررت أن اكتب هذا الحوار الصامت الرائع
عل أحدهم يسأل ماهي الرسالة؟
كل شئ من حولي كان يخبرني أن الخريف قد دخل وأطلق صرخته وأبرز وجوده وأنا لم أكن مدرك أقحمني في حواره مع الشجرة وأستدرجني بطريقته فوصلت رسالته