"فارس أحلامي، وفتاة أحلامي، كلمة يرددها الشباب والفتيات عندما
يفكرون فى مواصفات الزوج أو الزوجة التى ينشدها كلاهما مستقبلاً. فما
المقاييس التى يريدها شباب اليوم وهل تغيرت عن الماضي. هل مازال رشدى أباظة
هو فتى أحلام البنات ومثال الرجل الوسيم الشجاع وهل مازالت سعاد حسنى
بجمالها وخفة ظلها هى الصورة التى يبحث عنها الشباب فى فتاة أحلامهم؟وهل
ظهور المكاتب التى توفرشريك الحياة هى حل لتوفير فتاة وفتى الأحلام حسب
المواصفات المطلوبة؟
سؤال نحاول الإجابة عليه من خلال آراء الشباب
والمتخصصين والخبراء فى مجال علم النفس والاجتماع. تقول سحر سعد 25 سنة فتى
أحلامى صورة خيالية لم أجد لها وجود على أرض الواقع، ورغم صغر سنى وعدم
ارتباطى حتى الآن لم يكن اكتشاف الحقيقة صعب أو بمثابة صدمة فقد اكتشفت أنى
مهما وضعت من شروط سهلة للحصول على شريك حسب مزاجى لن أكون فائزة بما أريد
الحصول عليه فالواقع يؤكد أن كل فتاة تضع فى ذهنها فى فتى أحلاهها مواصفات
خيالية لن تحدث وتجتمع فى فرد واحد. لذلك قررت عدم وضع أى صور فى خيالى
والاختيار من النماذج المتوفرة لدى وليكن شريك حياتى رجل عادى ومناسب.
فالتفكير بالمنطق والعقل لايقبل فكرة وضع مواصفات لفتى أحلام لن نجده فى
الحقيقة.
صالونات
أما نورالشيمى 28 سنة تقول اختلف مع الرأى الذى
يقول أن فتى الأحلام شخصيةوهمية ولن تجدها الفتاة فى أى رجل وتقول عن نفسى
وضعت مواصفات معينة للشخص الذى سيشاركنى حياتي، وأولها الطموح وقوة الشخصية
والحنان والأخلاق المثالية كذلك يجب أن يكون نسبياً مقارب فى المستوى
المادى والاجتماعى لم أطلبأ أكثر من ذلك وكنت مصره على الحصول على طلبى
ورغم أن عائلتى تشجع الزواج التقليدى أو زواج الصالونات، إلا أن الجميع
يعرف شروطى فكان جميع المتقدمين لخطبتى يتوفر فيهم بعض الشروط لكنى كنت أصر
على كل شروطى لأنى أعتبر طلباتى عادية وليست خيالية حتى جاء العريس
المنتظر فتى أحلامى أمامى فى لحظة واحدة وكان ارتباطى به ارتباط صالونات،
حسب السن.
ويقول عادل عبد القادر 32 سنة كل سن ومرحلة عمرية لها مواصفات
خاصة فى اختيار شريك العمر الذى يريد الرجل أو الفتاة الارتباط به، فمثلاً
سن المراهقة تغلب على الفرد أو الشاب فكرة عروسه البحر بتلك الفتاة
الرقيقة التى تكون ابنة الجيران والتى تبادله الإعجاب والحب من بعيد لبعيد
ومع التقدم فى السن والدخول لمرحلة الجامعة تتغير مواصفات فتكون تلك الفتاة
الجميلة المنطلقة المؤدبة التى تشارك تفكيرك وطموحك، ومع تقدم السن أكثر
وفى مرحلة الثلاثين تكون المواصفات الخاصة بفتاة الأحلام هى مواصفات
موضوعية ومعروفة تؤكد جميعها الرغبة فى الحصول على زوجة تشارك الشاب بيت
الزوجية ومواصفات هذه الفتاة من أسرة كريمة وعلى خلق وتحب الاستقرار
وأفضلها أن تكون ربة منزل لكى تكون متفرغة لأسرتها.
منة سالم 21 سنة
تقول فتى أحلامى بالطبع له مواصفات خاصة جداً أولاً لابد أن يكون كريم،
وشيك، يعرف أصول الذوق والإتيكيت جينتلمان، ووسيم جداً، كذلك أحب الارتباط
برجل يعشق الخروج والرحلات والسفر و عندما أجدهذا الفتى لن أتردد فى
الارتباط به لحظة واحدة لكن إلى الآن لم أجده.
أما أحمد شريف 25 سنة
يقول فتاة أحلامى بنت جميلة روشة ودمها خفيف وصاحبة طلة جذابةتهتم بالروابط
الأسرية والحياة الاجتماعية ومطيعة ، وهى مواصفات شاب يبحث عن فتاة يحبها
ويصلح أن يرتبط بها طوال عمره كزوجة وأم صالحة.
مظاهر
أما إحسان
مصطفى فتقول مقاييس فتاة الأحلام أو فتى الأحلام تتغير كل فترة حسب
التغيرات التى تحدث فى المجتمع و التربية. فمثلاً رشدى أباظة كان فتى أحلام
جيل السبعينات أما الآن براد بيت وتوم كروز هما النموذج العصرى لفتى أحلام
البنت. كذلك كانت سعاد حسنى فتاة أحلام الشباب الآن شاكيرا ونانسى عجرم هى
فتاة أحلام الشباب، وللأسف فكرة فتاة أو فتى الأحلام يتم حسابها بمقاييس
الشكل والمظهر فقط ، فلابد أن يكون الولد أو البنت بمقياس الجمال صارخة
ولابد أن يكون الاثنين يمتلكان موبايل وأعتقد أن هذه المواصفات لاتصلح
لاختيار شريك الحياة. وقد انتشرت مؤخراً فكرة مكاتب الزواج التى توفر شريك
الحياة فهل نجحت فى توفير فتى الأحلام وفتاة الأحلام للشباب.
تقول سهير
أحمد سعيد 30 سنة كثيراً ما قدمت فى مثل هذه المكاتب طلباً فى الحصول على
شريك بما أريد للارتباط به، ورغم مقابلتى مع بعض النماذج التى ينطبق عليها
مواصفاتى إلا أنى لم أوفق مع أى منهم لأن القبول والارتياح هما شرط التوافق
بين فردين ولم أحصل على هذا القبول معهم ، لذلك قررت أن فتى الأحلام هوذلك
الشخص الذى أشعر معه بالارتياح والتوافق قبل أن انظر إلى شكلة أو مستواه
المادى أو الاجتماعى وعندما أجده لن أتردد فى الارتباط به تماماًَ.
فكرة وليدة
ويقول
د. أحمد المجدوب أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث أن ظاهرة مكاتب
الزواج هى فكرة وليدة نتيجة الزيادة ملحوظة فى عدد العوانس من البنات
والرجال وإرتفاع سن الزواج حتى وصل إلى الخامسة والثلاثين و الأربعين أيضا ،
وجاءت هذه الفكرة لتوفيرالشريك الذى يصلح لتكوين بيت الزوجية، لكن هذه
المكاتب لاتصلح لتوفير فتى الأحلام، لأن السبب الرئيسى الذى يؤدى للعنوسة
هو فتى الأحلام أوفتاة الأحلام ذلك بسبب المغالاة فى المواصفات الخيالية
والتى تؤدى للبقاء لسن متأخر بدون زواج لذلك يجب على كل فتاة أو شاب
التواضع فى المواصفات لأن فتاة الأحلام هى فكرة وهمية تضعها الأفلام
والأغانى من خلال الفتيات والممثلات التى تظهر غاية فى الجمال ، وبما أن
الجميع يبحث عن الكمال والتميز فلن تجد بسهولة من ينطبق عليه مواصفات فتاة
الأحلام وسينضم لشريحة العوانس.
وتقول د. عزة كريم إن مشكلة فتى الأحلام
أصبحت تسبب أزمه تأخر سن الزواج للفتاة أكثر من الرجل لأن مواصفات البنت
قد تغيرت مع دخولها سوق العمل وترقيها فى الدراسة والحصول على مناصب توازى
مناصب الرجل لذلك ارتفعت مطالبها فى شريك حياتها فأصبحت مشكلة البنت هى
الحصول على رجل يساعدها على العمل والتفوق كامرأة عاملة وله مستواه
الاجتماعى والمهنى المناسب لها لذلك نجد أن أكثر الفتيات تأخرن فى سن
الزواج هن اللاتى يعملن كذلك ورغم تقدم التفكير العملى للشاب والفتاة إلا
أن شريكة الحياة لشباب اليوم لها مواصفات تقليدية يضعها الرجل وأولها عدم
دخول المرأة فى مجال العمل.
أما د. محسن العرقان أستاذ علم النفس يقول
إن مواصفات فتى الأحلام وفتاة الأحلام شيء ومواصفات شريك الحياة أو الزوج
والزوجة شيء ثانى ومختلف تماماً ، فالشباب يفرق بين الاثنين تماماً، فالشاب
يبحث عن فتاة شديدة الجمال وروشةبمصطلح هذه الأيام، وخفيفة الظل ليقع فى
حبها، أما البنت تريد الرجل الوسيم القوى الشخصية ذو المستوى المادى
المرتفع لتقع هى الأخرى فى حبه، ربما يريد الاثنين الزواج لكن أغلب الحالات
لا يتحقق فيها الزواج لأنها مقاييس شكلية لاتكفى لإقامة أسرة وبيت أما
مقاييس الزوج والزوجة تكون عقلانية وعاقلة تهتم بالجوهر ومتطلبات الحياة ،
والمواصفات التى يضعها الطرفين لفتى الأحلام مواصفات تضعها وسائل الإعلام
ونجوم الطرب والفن لأنها أكثر الصور البراقة التى يراها الشاب أو الفتاة
فلماذا لايبحث عن مثيل فى الواقع يعيش معه حتى لو فترة بسيطة ..