إسرائيل تستدعي سفير مصر للاحتجاج على تصريحات شرف حول تعديل «كامب دايفيد»

استدعت وزارة الخارجية الإسرائيلية امس، السفير المصري في تل أبيب ياسر رضا،
وأبلغته بأن إسرائيل ترفض طلب مصر البحث في اتفاقية السلام بين الدولتين لتعديل
بنود فيها واحتجت على تصريحات مسؤولين مصريين.
وأفاد موقع «يديعوت أحرونوت»
الالكتروني بأن وزارة الخارجية أبلغت رضا بأن تل أبيب «لن تعدل اتفاقية كامب دايفيد
بأي حال من الأحوال».
وكان رئيس الحكومة المصرية عصام شرف صرح اول من أمس، أنه
ينبغي نقاش اتفاقية السلام وتعديل بنود فيها.
وفي السياق نفسه، ذكرت صحيفة
«هآرتس»، امس، ان توترا غير مسبوق بين سفراء عدد من الدول الأوروبية (فرنسا،
بريطانيا، اسبانيا وايطاليا) والخارجية الإسرائيلية، بسبب الموقف الأوروبي الداعم
للموقف الفلسطيني في الأمم المتحدة و«توبيخ» السفراء الذين لم يقفوا مكتوفي
الأيدي.
وكشفت الصحيفة ان السفراء الأوروبيين لم يبقوا صامتين وإنما هاجموا
وبشدة سياسة الخارجية الإسرائيلية قائلين: إن اتصالاتهم مع الفلسطينيين من أجل
مساعدة إسرائيل لكن السياسة الإسرائيلية الحالية لا تحاول التأثير على صيغة التوجه
الفلسطيني للأمم المتحدة.
الى ذلك، ذكرت «هآرتس» امس، ان رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبدى استعدادا خلال محادثات أجراها في الأيام الأخيرة
مع مبعوثين أميركيين وأوروبيين للموافقة على رفع مستوى التمثيل الفلسطيني في الأمم
المتحدة طالما أنه لا يرتقي إلى مكانة دولة تكون عضوا كاملا في المنظمة
الدولية.
وأضافت الصحيفة أن نتنياهو أبلغ المبعوثين الأميركيين دانيس روس
ودايفيد هيل ومفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون ومبعوث
الرباعية الدولية توني بلير بموقفه هذا. وقال رئيس الدائرة الإعلامية في ديوان
رئاسة الوزراء الاسرائيلية يوعاز هندل،امس، إن اجتماعاً قد يُعقد في نيويورك هذا
الأسبوع بين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وأضاف هندل أن رئيس
الوزراء يدرك أن الأمم المتحدة ليست ساحة تتعاطف مع إسرائيل لكنه قرر مخاطبة
جمعيتها العمومية لدى افتتاح دورتها الجديدة هذا الأسبوع لعرض الحقيقة كما تراها
إسرائيل.
وفي رام الله، اعلن محمود عباس في خطاب امس، انه سيتوجه هذا الاسبوع
الى الامم المتحدة عبر «مجلس الامن» للحصول على عضوية دولة فلسطينية، معتبرا ذلك
«حقا شرعيا يهدف الى انهاء الاجحاف التاريخي» الذي وقع بالشعب الفلسطيني. الا ان
«حماس» اعتبرت اعلان عباس «خطوة منفردة تتضمن مخاطر كبيرة».
وفي حين حذرت الصحف
الصينية الرسمية الولايات المتحدة من انها ان مارست حق الفيتو ضد الطلب انضمام دولة
فلسطين الى الامم المتحدة، فان ذلك سيؤدي الى تأجيج التوتر في الشرق الاوسط، اكد
البيت الابيض انه يرغب في مساعدة الفلسطينيين للحصول على دولتهم، لكنه اعتبر ان
الذهاب الى الامم المتحدة للحصول على اعترافها بهذه الدولة هو امر «غير مجد».
من
ناحيته، اعرب حاكم ولاية تكساس ريك بيري الذي يخوض السباق لنيل ترشيح الحزب
الجمهوري الى الانتخابات الرئاسية الاميركية في 2012، عن «مخاوفه» من احتمال قيام
دولة فلسطينية في يوم من الايام.
الى ذلك، عزز الجيش الاسرائيلي قواته المنتشرة
في مناطق الضفة الغربية استعداداً لاحتمال تصاعد الاوضاع بعد اعتراف الامم المتحدة
المتوقع بدولة فلسطينية.
في هذه الأثناء، عاد السفير الإسرائيلي لدى الأردن
دانيال نيفو إلى عمّان امس، بعدما تبددت مخاوف إسرائيل من إمكان مهاجمة سفارتها من
قِبل متظاهرين أردنيين يعارضون اتفاقية السلام بين الدولتين.