بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد
لله الذي جعل أزواج النبي أمهات للمؤمنين ؛ وأكرمهن بزواجهن من نبيه محمد
الصادق الأمين ؛ أللهم صلي وسلم على حبيبك وعبدك ونبيك ورسولك وخليلك
وصفيك محمد ، صلاة وسلاما دائمين باقيين إلى يوم الدين ؛ وارض اللهم عن
آله وأصحابه وأزواجه وبناته ذرياته الطاهرين الطيبين ؛ وارحم اللهم من
اقتفى أثرهم ونهج سبيلهم إلى يوم الوقوف بين يديك يارب العالمين أما بعد
عا
ئشه الصديقة بنت الصديق رضي ألله عنها وعن أبيها أم ألمؤمنين ؛ وتاج رؤوس
الموحدين ؛ وقرة عيون المسلمين ؛ من الصحابة والقرابة والتابعين ومن الناس
أجمعين ؛ أعز وأحب النساء إلى رسول الله تعالى ، حبيب الحق والخلق ،
المصطفى محمد الصادق الأمين { صلى الله عليم وسلم } ؛ زوجة صالحة ، مؤمنة
، تقية ، ورعة ، زاهدة ، عابدة ، طاهرة ، نقية ، عفيفة ، نظيفة ، شريفة ،
وقورة ، زكية ، طيبة ، رحيمة ، كريمة ، سخية ، عزيزة ، عادلة ، طائعة ،
بارة ، وصولة ، زكاها وطهرها ودافع عنها رب العالمين ؛ عائشة بحق وصدق
ويقين ؛ لم يزل ذكرها بالفخر والرفعة بين الناس أجمعين ؛ محدثة ، راوية ،
صادقة بذكاء وفطنة وأمانة وعداله ، ومدركة باستدراكاتها للروات المحدثين ؛
محاججه مدافعه عن الحق لا تخشى في الله لومة لائم وحجتها دامغه لما لديها
من حافظة قويه وإدراك عالي لكنوز الوحيين ؛ عالمة فاضلة بالفقه والشعر
والطب ؛ بشرف وعز ورضا جعلها الله تعالى أما للمؤمنين ؛ هي وزوجات المصطفى
أجمعين ؛ الصديقة بنت الصديق بالحق واليقين ؛ إسمها إسم على مسما عائشة
إلى يوم الدين ؛ نحبها ، نحترمها ، نوقرها ، نبجلها ، ندافع عنها ، نثني
ونترضى عليها ، نذكر أقوالها وأفعالها ومآثرها ومناقبها وشمائلها ونقتدي
بها طاعة لله ورسوله محمد الصادق الأمين ؛ نتشرف ونعتز ونفتخر ونباهي بها
، نسمي بناتنا تشرفا باسمها ، وتفاؤلا بمكانتها ، هي تاج على رؤوسنا ،
وفخر لأنسابنا ، وعز لأرحامنا ، وفضل لأخلاقنا ، وقدوة حسنة لأسرنا ؛
{
لأنها أمنا الطاهرة المطهرة وزوج نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم } اقتداء
بالقرآن الكريم ؛ ثم بأهل وآل البيت والصحابة والقرابة والتابعين ؛ هذا
ولقد قدر الله سبحانه وتعالى أن تبتلى كسائر العالمين ؛ فتقول عليها
المنافقون ، وتولى ذلك كبيرهم عبد الله بن أبيّ بن سلول رأس المنافقين
بالغيبة والنميمة والوشاية قرابة شهر ؛ فصبرت الصبر الجميل ، واحتسبت لله
تعالى وأنابت إليه وتوكلت عليه ، وسلمت أمرها إليه فهو خير معين ؛ وقالت
لا أقول إلا كما قال أبو يوسف { فصبر جميل والله المستعان على ماتصفون }
من الآيه 18 سورة يوسف ؛ واتهمت إفكا وضلما وزورا وبهتانا ، فكذبه وفضحه
الحق تبارك وتعالى بالعلم اليقين ؛ ونزل به قرآن يتلى إلى يوم الدين ؛
يعلن برائة الصديقة عائشة أم المؤمنين ؛ قال الله تبارك وتعالى
( إِنَّ
الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا
لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ
مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ
) اية 11 سورة النور ؛
شهادة وتزكية ورفعة لها من رب العالمين ؛ فعمت
وانتشرت وذاعت الفرحة والبهجة بين سائر الصحابة والقرابة وأهل البيت
أجمعين ؛ قال المفسر الحفظ عماد الدين أبو الفداء اسماعيل بن كثير القرشي
الدمشقي المتوفى سنة 774 هجريه { رحمه الله } في تفسيره للآيات من { 11 –
الى – 21 } من سورة النور {{ هذه العشر الآيات كلها نزلت في شأن عائشه أم
المؤمنين رضي الله عنها حين رماها أهل الإفك والبهتان من المنافقين بما
قالوه من الكذب البحت والفريه التي غار الله عز وجل لها ولنبيه صلوات الله
وسلامه عليه فأنزل الله براءتها صيانة لعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم
}} وذكر الأحاديث الوارده بهذه المحنه ؛ كذا باقي المفسرين رحمهم الله
تعالى على نفس المنهج ؛ وهذا درس وتنبيه وعظة وإرشاد لسائر الخلق أجمعين ؛
محنة له فيها حكمة يعلمها رب العالمين ؛ سبقها لهذا الإبتلاء نبي الله
تعالى : يوسف الصديق عليه السلام حيث افترت عليه زوجة العزيز آنذاك ؛
فأظهر الله تعالى برائته ؛ كما أشارة لذلك قصته في سورة يوسف ؛ كذا مريم
العذراء عليها السلام ؛ فقالوا من الإفك بحقها ماقالوا فبرئها الله تعالى
؛ كما أشارة لذلك قصتها في سورتي مريم والأنبياء وغيرهما ؛ فأظهر الله
براءتها وأسكت المفترين ؛ عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : قلت
يارسول الله : أي الناس أشد بلاء ؟ قال { الأنبياء ؛ ثم الأمثل فالأمثل ؛
يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلبا إشتد بلاؤه ؛ وإن كان في
دينه رقة ابتلاه الله على حسب دينه } رواه الترمذي وقال حسن صحيح وابن
ماجه وابن حبان والحاكم وفي لفظ { ابتلي على قدر دينه ؛ فما يبرح البلاء
بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئه } ورواه النسائي والدارمي
وأحمد إبن حنبل ؛ وغيرهم رحمهم الله جميعا {{ ألحديث ورواياته وألفاظه
مستفيظه بكتاب : كشف الخفاء ومزيل الالباس ؛ للمفسر المحدث الشيخ اسماعيل
بن محمد العجلوني الجراحي المتوفى سنة 1162هجريه }}
هذا وأستغفر الله تعالى لي ولكم ؛ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
محمد النعيمي- العراق