ما
إن يُسدل الليل ستائره حتى أبقى على أهبة التلهف والإنتظار لصباح يوم جديد
تشرق فيه شمسك وتُراقصني فيه حروفك أكون كحورية مرسلة من السماء تتحسس
النجوم وتُداعب الغيمات وكأني أميرة للعشق والجمال….
أعترف حبيبي أني منذ زمن لم أكتب إليك …لم أفترش لك أوراقي لتستلقي عليها وتغمض عينيك…لم تطوقك حروفي ولم تضمك كلماتي ..
يا جرعة الحياة ونُطفة الطمأنينة أتعلم أني كنت أنتظرك قبل ميلادي بإلف عام لإتنفسك حبا في زمن الخوف والغربة !!
كم اشتقت لمناجاتك ….لنظراتك التي تربكني حد الذوبان فأغدو طفلة لا تحسن التصرف ولا حتى الكلام..
يا قبلة الروح وعطر السحاب ألم تشتاق لي ولمشاكساتي الشقية ألم تشتاق لنسمات الصباح وهي تجمع شغفنا!!
يا رجل الصدفة الممتلئ بوسامة البنفسج كأنك من رحيق الغيب أتيت أتعلم بماذا أحلم الآن !!
أنك
معي تسكن ذرات الهواء وأبوح لعينيك عن أشلائي المتناثرة بين المرافئ
فيأتيني صوتك لِيُعَدِلَ طقوس يومي ويُشرع نوافذ غرفتي ويُقَبِلَني قُبلة
صباحية فيغسل عني غبار أزمنة ممزقة ويُعيد لي الحياة..أحتضنك بقلبي وأمنحك
شمس عيوني …أزرع فيك الأمل قبل أن تُواجه الصعاب وأعزف من اسمك انشودة
الزمان لتتراقص معها الأشعار وتغنيها البلابل وتسطرها الأيام.
أيها
المدهش حد الروعة الغارقة في المستحيل ويا قدري المترنح بين الحضور
والغياب إن كل ما فيً يُهَرول نحوك ويكره غيابك ..يتوق لإن يعيش بين
ثناياك …يتغلغل في أعماقك ..حتى وأنت معي يتزاحم الشوق في ذاكرتي ويُمطر
قلبي المؤثث فيك دموع الحرقة والحنين فأي فرح ستبخل به علي بعد الآن !!
في
غيابك لا أعرف طعم النوم ..فقط أجمع كلماتك ..حروفك ..فواصلك وأنثرها في
سماء قلبي الذي ما زال يرصد طلتك خلف الغيوم ويصلي بخشوع وينتظرك لعلك تأتي