مصر
التى كانت يوما ملئ السمع والبصر ، اصبحت اليوم دولة بلا هوية تحيا على
مسكنات الالم فتعيش اليوم ولا تستطيع ان تجزم انها ستعيش غدا ، لقد نجح
النظام الحاكم فيما فشل فيه الاستعمار العسكرى الخارجى ، قتحولت مصر من
دولة محورية الى دولة لا ثقل لها ولا وزن ، وفى الوقت الذى نحولت بلاد
كثيرة الى نمور واسود اقتصادية بفضل رجال يحبون اوطانهم ( ماليزيا ومهاتير
محمد ، الهند وفجباى ، الصين وقائد نهضنها العظيم ، نركيا وحزب العدالة ،
... ) ، بينما حكامنا اخر ما يفكرون فيه اوطانهم ، فهمهم الاول الخفاظ على
الكرسى وعلى المصالح التى اكتسبوها بجلوسهم عليه ، والغريب ان يخرج علينا
المدعو نظيف بكتيب عن انجازات الحكومة فى خمس سنوات بينما الحال لا يخفى
على ذى بصيرة وبصر .
وانا هنا سأتوقف عند حالة واحدة وسؤال واحد اطرحها
على حكامنا ، ماذا فعلتم بمصر حتى يفضل شبابها الموت على شواطئ اوربا عن
البقاء فى وطن بلا وطن ، لا يمكننى ان اتخيل ان يذهب انسان فى رحلة يعرف
ان مصيره فيها الموت بنسبة 95 % عن البقاء فى وطن يلفظه كل يوم ، هل هو
انه سيوت اذا هاجر وانه فى وطنه قد دفن ودفنت احلامه على قيد الحياة ، او
شاب يذهب الى سفارة اسرائيل ليطلب عمل ويا له من عمل ، فليجلس حكامنا لحظة
صدق مع انفسهم ويسألوها ما الذى أوصل الناس الى هذه الحالة ، فان فعلوا
فلينظروا ماذا هم فاعلين بأنفسهم على ما اجرموا فى حق اوطانهم