تظاهرات في مدن سورية وردود متباينة بعد كلمة الأسد

أفرجت
السلطات السورية، أمس، عن معتقلين من أهالي دوما شرقي دمشق . وقالت مصادر
مطلعة ل “يو بي آي” إن السلطات السورية أفرجت عن 30 شخصاً تم اعتقالهم على
خلفية مظاهرات الجمعة .
وكان رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان
عبدالكريم ريحاوي أعلن أن نحو ألفي متظاهر نظموا، مساء السبت، تجمعاً في
دوما على بعد 15 كلم، للمطالبة بإطلاق سراح أقرباء لهم تم توقيفهم . وأوضح
أن المشاركين في التجمع طالبوا بإطلاق سراح متظاهرين من دوما ومناطق أخرى
قريبة من دمشق .

وشهدت مدينتا درعا (جنوب) وبانياس (غرب) مظاهرات
شارك فيها الآلاف بعد كلمة الأسد التي تعهد فيها إعلان العمل بقانون
الطوارئ بعد أسبوع، ما أثار ردود فعل متباينة . وقال مدير المركز السوري
للإعلام وحرية التعبير مازن درويش المقيم في دمشق هاتفياً ل”فرانس برس”
إنه بمناسبة عيد الجلاء انطلقت تظاهرة من ساحة الشعلة في السويداء شارك
فيها 300 شخص أطلقوا هتافات مطالبة بإطلاق الحريات في سوريا .

وأضاف
أنه على الإثر “تدخل نحو 50 شخصاً من الزعران والشبيحة من السويداء، على
مرأى من قوات الأمن التي وقفت بالعشرات تتفرج ولم تحم المتظاهرين،
وانهالوا على المتظاهرين بالضرب بواسطة العصي التي كان المهاجمون يرفعون
عليها صوراً للرئيس”، حسب وصفه . وأوضح أن الهجوم أسفر عن إصابة شخصين
بجروح متوسطة .

وأضاف أنه “بنفس التوقيت جرت تظاهرة مماثلة شارك
فيها عدد أقل من الأشخاص في بلدة القريا مسقط رأس سلطان باشا الأطرش قائد
الثورة السورية الكبرى وتمت مهاجمتها بنفس الطريقة ما أسفر عن إصابة ثلاثة
متظاهرين بجروح” . وقال إن احد الجرحى الثلاثة هو “هاني حسن الأطرش، حفيد
سلطان باشا الأطرش والذي تم الاعتداء عليه بالضرب المبرح” .

وفي
درعا، نقلت “فرانس برس” عما أسمته “ناشطاً حقوقياً” “أن مظاهرة شارك فيها
4 آلاف شخص بينهم ألف امرأة انطلقت من أمام جامع العمري عند الواحدة ظهراً
(10 تغ) إلى ساحة السرايا في مركز مدينة درعا” مركز الاحتجاجات في سوريا .
وأشار إلى “أن سقف المطالب ارتفع فلم تعد هناك مسائل مطلبية بل انطلقت
هتافات مناهضة للنظام” .

وفي مدينة بانياس، قامت “مظاهرة شارك فيها
أكثر من 2500 شخص بينهم نساء” حسبما أفاد رئيس المرصد السوري لحقوق
الإنسان رامي عبدالرحمن ل”فرانس برس” . وهتف المشاركون بشعارات “مناهضة
للنظام داعين إلى نبذ الطائفية” بحسب رئيس المرصد .

وكانت مجدل شمس
في الجولان المحتل قد شهدت للمرة الأولى، أول من أمس، مظاهرة ضد النظام
السوري قابلتها مظاهرة مضادة، ما أشعل تشابكاً بالأيدي بين مؤيد ومناهض .
ورفع المعتصمون في ميدان سلطان باشا الأطرش شعارات تدعو للإصلاح منها
“سوريا أقوى بالحرية” و”تحرير الإنسان قبل الجولان” .

وأثار إعلان
الأسد عن خطوات إصلاحية أهمها إلغاء العمل بقانون الطوارئ “الأسبوع المقبل
كحد أقصى” ردود فعل متباينة . واعتبر رئيس المرصد رامي عبدالرحمن “أن رفع
قانون الطوارئ من المفروض أن يتبع بجملة من القوانين التي تلغي العمل
بالقوانين الاستثنائية كمحكمة أمن الدولة ومحاكمة المدنيين أمام المحاكم
العسكرية وإلغاء العمل بالقانون الذي يحمي رجال الأمن من المحاسبة” .
وطالب عبدالرحمن “بألا يمر التعذيب الشديد غير المسبوق للمعتقلين الذي جرى
خلال الأيام الماضية من دون محاكمة”، مشدداً على ضرورة “أن تتم محاكمة
المسؤولين بشكل علني أمام الشعب السوري مهما كانت رتب ومناصب المسؤولين
عنه” .

واعتبرت صحيفة “البعث” الناطقة باسم الحزب الحاكم أن الكلمة
التي ألقاها الرئيس السوري خلال ترؤسه أول جلسة للحكومة الجديدة “شكلت
مقاربة شاملة ومكثفة لهواجس السوريين في بحثهم عن تحسين مستوى معيشتهم” .
واتهمت صحيفة الثورة الحكومية “اللاهثين وراء ضرب الأمن والاستقرار في
سوريا” بأنهم “ليسوا إلا طبولاً جوفاء” . وكتبت صحيفة “تشرين” الرسمية أن
“من يريد المساهمة في بناء سوريا أصبحت أمامه خريطة طريق واضحة المعالم،
لا يتوه فيها حتى المبتدئ ومن يفعل غير ذلك فإنه يسعى إلى التخريب أو لنقل
تأخير البناء والتطور وواجبنا جميعاً أن نحذره”، وزادت “ونحذره” .

وعلى
الصعيد الدولي، رحب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بإعلان الأسد بقرب
موعد رفع قانون الطوارئ، معتبراً أن الإصلاحات في سوريا “ضرورية وملحة” .

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يطالب الأسد بتغيير الدستور وإطلاق الحريات

القاهرة - “الخليج”:

انتقد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة د . يوسف القرضاوي تأخر
النظام السوري عن القيام بالإصلاحات الجذرية تلبية لمطالب المتظاهرين
الذين تتزايد أعداد الضحايا في صفوفهم كل يوم” .

وانتقد بيان أصدره
الاتحاد خطاب الرئيس السوري بشار الأسد واصفاً إياه بأنه لم يكن في مستوى
تطلعات الشعب السوري، معتبرة إياه “عبارة عن كلمة توجيهية لأعضاء الحكومة
الجديدة لم يتطرق فيها إلى مطالب الشعب المتمثلة في الحرية والكرامة
والديمقراطية”، إلا أنه أشار إلى إلغاء قانون الطوارئ خلال أسبوع، مضيفاً
أن الأسد لم يوضح البديل لإلغاء قانوني الطوارئ والأحزاب إلى جانب أنه لا
تزال هناك قوانين وأنظمة كثيرة لم تعد ملائمة لهذه المرحلة ولثورة الأمة .

اعتصام أمام مكتب “الجزيرة” في دمشق

نظم
سوريون، أمس، لليوم الثاني على التوالي، اعتصاماً جرى أمام مكتب قناة
“الجزيرة” في دمشق لمطالبتها بتقديم اعتذار رسمي للشعب السوري عن “الحقائق
التي زيفتها ضد سوريا، والفتنة التي حاولت إشاعتها بين السوريين” . وذكرت
وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، أمس، أن “مئات السوريين اعتصموا أمام مكتب
قناة الجزيرة في دمشق، أمس، مطالبين إياها بتقديم اعتذار رسمي للشعب
السوري عن الحقائق التي زيفتها وعن الفتنة التي حاولت إشاعتها بين
السوريين” . وأشارت إلى أن المعتصمين حملوا لافتات كتبوا عليها “تسقط
قنوات الفتنة والطائفية”، ورددوا “شعارات نددت بتغطية القناة وغيرها من
القنوات الأخرى التي حاولت عبرها إثارة الفوضى والفتنة في سوريا” . (أ .ف
.ب)
المصدر
اخبار دار الخليج

موضوع رائع بوركت