اندفعت
قوات المعارضة الليبية نحو مدينة البريقة وهي ميناء استراتيجي نفطي مهم،
فيما أطلقت قوات العقيد معمر القذافي صواريخ على المعارضين المرابطين على
الحافة الغربية لبلدة اجدابيا، ما دفع ببعض الثوار إلى التراجع شرقاً
والسكان إلى الفرار من تلك البلدة الاستراتيجية.
واستبعد رئيس الوزراء
البريطاني ديفيد كاميرون قيام دول التحالف بغزو أو احتلال ليبيا، وشدد على
أن قرار مجلس الأمن 1973 يسمح بمساعدة قوات المعارضة المناهضة لنظام
القذافي.
وقال وزير الدفاع الألماني طوماس دي ميزير إنه من غير المرجح
في الوقت الراهن بدء المهمة الإنسانية التابعة للاتحاد الأوروبي في ليبيا
بمشاركة جنود ألمان.
وقال مسلحون من قوات المعارضة ان افرادا من قوات
القذافي يتمركزون في وسط البريقة بين البيوت، في حين يتمركز المعارضون
المسلحون في اماكن ومواقع مكشوفة.
وتحدثت الانباء عن مقتل ستة من افراد
المعارضة واصابة 16 آخرين على الاقل عندما اطلق مسلحون تابعون للقذافي
صواريخ على قافلة لعناصر من المعارضة كانوا يستقلون سيارات في الطريق
السريع المتجهة غرباً من اجدابيا.
وتحولت اجدابيا التي يقطنها نحو مئة
ألف نسمة الى مدينة اشباح بعد فرار بعض الثوار إضافة إلى سكانها منها بسبب
اشتداد قصف قوات القذافي، حسب شهود عيان.
وسمع أمس دوي انفجارات ونيران
مدافع آلية بالقرب من اجدابيا البوابة الغربية للشرق الواقع تحت سيطرة
المعارضة المسلحة التي تبادل الطرفان السيطرة عليها مرارا في معارك كر وفر
مستمرة منذ اسابيع.
وقال شاهد عيان إنه رأى ما يزيد على عشرة صواريخ تسقط عند البوابة الغربية للبلدة.
وأيدت المعارضة المسلحة روايته.
وقال
وسيم العجوري (25 عاما) وهو من المتطوعين مع المعارضة عند البوابة الشرقية
لاجدابيا، "ما زال هناك بعض المعارضين عند البوابة الغربية، ولكن الوضع
ليس جيداً".
وأكد حكيم خليفة وهو مقاتل آخر في صفوف المعارضة المسلحة،
إن هناك إطلاق كثيف للصواريخ عند البوابة الغربية، وأضاف أن بعض اعضاء
المعارضة المسلحة تقهقروا.
وتدفق عشرات المقاتلين إلى جانب سيارات
مدنية تقل رجالا ونساء وأطفالا شرقا من المدينة عبر الطريق الساحلي باتجاه
مدينة بنغازي معقل المعارضة المسلحة.
وهبت عاصفة رملية قوية خلال
الصباح، فانعدمت الرؤية عبر الصحراء المسطحة الشاسعة. وقال بعض افراد
المعارضة المسلحة إنهم يزرعون ألغاماً مضادة للدبابات بالقرب من البوابة
الشرقية لاجدابيا.
وأخفقت معارك متقطعة استمرت لأيام على الطريق الواقع
إلى الغرب من بلدة البريقة المنتجة للنفط، في كسر الجمود الذي يسيطر على
ساحة القتال.
وقال مسؤولون من المعارضة المسلحة اول من امس إن مجموعة
من اكثر جنودهم خبرة يشتبكون مع قوات القذافي على حافة البريقة، لكن يصعب
التحقق من صحة ذلك.
ويصعب تحديد موقع لخط الجبهة بسبب اسلوب الكر والفر
في القتال والقصف بعيد المدي وميل اتباع القذافي المتزايد نحو تنفيذ
مناورات تطويق ونصب اكمنة لمقاتلي المعارضة الاقل خبرة على الطريق الساحلي.
وكانت
المعارضة المسلحة تقدمت مئات الكيلومترات صوب العاصمة طرابلس بعدما بدأت
الطائرات الحربية الاجنبية في قصف مواقع القذافي من أجل حماية المدنيين،
لكن ثبت أن تلك المعارضة غير قادرة على الاحتفاظ بالاراضي ومن ثم اجبرت
على التراجع حتى اجدابيا.
وطالبت القوات المناهضة للقذافي بإمدادها
بأسلحة ثقيلة قائلة إن مدافعها الالية ومقذوفاتها الصاروخية ليست بالقوة
الكافية لمواجهة القوات الحكومية.
وقال أيمن عيسوي (21 عاما) "نريد اسلحة نريد اسلحة حديثة.. لو توفرت لدينا تلك الاسلحة لتفوقنا عليهم".
وتزايدت
الانتقادات من سكان مصراتة لقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) واتهموها
بالفشل في حمايتهم من قوات القذافي. وقال ناطق باسم المعارضة المسلحة إن
قوات القذافي قصفت المنطقة الصناعية في مصراتة بعشرات صواريخ غراد.
واستبعد
رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قيام دول التحالف بغزو أو احتلال
ليبيا، وشدد على أن قرار مجلس الأمن 1973 يسمح بمساعدة قوات المعارضة
المناهضة لنظام القذافي.
وأبلغ كاميرون شبكة "سكاي نيوز" امس، "ليس
هناك مسألة غزو أو احتلال.. وما نفعله في ليبيا الآن هو تطبيق قرار مجلس
الأمن الدولي، وهذا يعني فرض منطقة حظر الطيران وشن غارات جوية ضد دبابات
ومدفعية القذافي وقيادته، كما يعني اتخاذ جميع التدابير اللازمة لدعم
المجلس الوطني الانتقالي وتزويد قوات المعارضة بمعدات غير فتاكة مثل
الدروع الواقعية ومعدات الاتصالات".
وقال كاميرون "نعمل مع المجلس
الوطني الانتقالي المؤقت، وقابلت بنفسي بعض قيادته، ونبحث حالياً في ما
يمكن القيام به للمساعدة في حماية حياة المدنيين في ليبيا ووضعها موضع
التنفيذ في قرار مجلس الأمن الدولي، ونفعل ذلك لأننا لن نغزو ولن نقوم
باحتلال هذا البلد".
المصدر
رويترز