حبُكِ ثورةْ
يَا لَيْلِيَّةَ العُيُونِ وَالرِّدَاءُ أَخْضَرُ.
أَلَا يُجَوِّدُ عَلَيْنَا ثُغَرُكِ المُعَطَّرُ.
بِبَسْمَةِ تَبْهَجُ الفُؤَادَ المُرْهِقَ
وَتُسْكِنُ نَارَ الشَّوْقِ وَتَغْفِرُ…
كشَّهِيدِ َفِي أَلَأَكْفَأَنِ
تُحَمِّلُهُ أَكْتَافٌ الرِّجَالِ
يَسْبِقُهُمْ شَوْقُهُ لِلهِ
وَيُشِيعُهُ حُزْنُ الأَهْلِ
وَطُلِبُ الثَّأْرِ العَنِيدِ
وَمِنْ خَيْطِ دَمٍ
عَلَى خَدِّهِ الشَّهِيدِ
يَرْتَجِفُ النعشُ وَحَامِلَيْهِ
حَتَّى إِذَا وَصَلَ القَبْرُ إِلَيْهِ
وُوصِلَ هُوَ لِقَبْرِهِ
لَا تَعْلَمُ أَيُّهُمَا يُحْتَضَنُ الآخَرَ فَرِحًا
. وَحَتَّى إِذَا مَا ظَفِرَ أَخُوهُ بِثَأْرِهِ وَاِتْبَعْ قَاتِلَيْهُ النَّارَ
وَسُكِّنَ قَلْبُ أُمِّهِ
لَمَّا رَأَتْهُ فِي مَنَامِهَا
عَرِيسٌ تَزُفُّهُ الخلائقٌ
والملائكٌ أَجْمَعَيْنِ.
مِثْلَ هَذَا كُلُّهُ وَفَوْقَهِ
اِبْتِسَامَةُ ثُغَرِكَ المُعَطَّرِ
لِفُؤَادِي الشَّهِيد
وَكَصَرْخَةِ شَابٍّ
فِي مُظَاهَرَةٍ تَعْلُوُ
فَيُرْسَلُوا لَهَا قَنَابِلَ الغَارِ فَتعَلَّوُ
وَيَنْحَصِرُ الغَازُ
وَتَهْفُو القَنَابِلُ
وَالجُنْدُ مُجْتَمَعَيْنِ
فَيَدْعَمُوهَا بِالخَرْطُوشِ تُبِعَا فَتُعَلَّوْ
فَيُرْسِلُوا لَهُمَا الرَّصَاصَ مَدَدا
حَتَّى إِذَا مَا نَفَّذَتْ ذَخَائِرُهُمْ
وَمِنْ كُلِّ خَيْرٍ ْ نَضَبْتُ ضَمَائِرُهُمْ
وَصَلْتْ صَرْخَةُ الهتافِ
وَأُتْبِعْتْ
عُرُوشَ الطُّغَاةِ
أَعَاصِيرَ عَادِ ثَائِرِينَ
فَزُلْزِلْتْ جُيُوشَ الطُّغَاةِ
وَاُقْتُلِعْتْ جُذُوعَ الظَّالِمَيْنِ
مِثْلَ هَذَا كُلُّهُ وَفَوْقَهِ
اِبْتِسَامَةُ ثُغَرِكَ المُعَطَّرِ
لِفُؤَادَيْ الثائرِ
وَكَالمُسَافِرِ خَلْفَ أَسْوَارٍ الحَنِينِ
تَشُدُّهُ خُيُوطُ الدَّمْعِ
مِنْ عَيْنِي أَمِ
جَفَّفَتْ. مَنَابِعُ النَّيْلِ
وَتُبْعِدُهُ خُيُوطُ الرَّصَاصِ عَلَى أَكْتَافِ الجُنْدِ
وَسُجِنُ وَلَيْلٌ ثَقِيل…
وَتُنَاجِيهُ حَبِيبَتُهُ:
أَيُّهَا الكَائِنُ خَلْفَ البِحَارِ
عَلَى الضِّفَّةِ الأُخْرَى
السَّاكِنُ خَلْفَ الأَوْرِدَةِ
عَلَى الضِّفَّةِ الكُبْرَى لِلشَّرَايِينِ…
حَتَّى إِذَا مَا جَاءَ أَمْرُ الإِلَهِ
أَنْ كُنَّ
وَتَهَاوَتْ بُرُوجُ الظَّالِمَيْنِ
وَكَانَ
وزعردت عَيِّنِي أُمَّهِ
وَأُورِدْتْ مَنَابِعُ النَّيْلِ دمعاً
وَهُوَ يَقْبَلُ مِنْهَا اليدَ و الجُبَّيْنْ
مِثْلَ هَذَا كُلُّهُ وَفَوْقَهِ
اِبْتِسَامَةُ ثُغَرِكَ المُعَطَّرُ
لِفُؤَادَيْ المَطَارِدِ